أصوات الدريوش
في الوقت الذي ينهمك فيه مرشحو ووكلاء اللوائح الانتخابية بتقديم تصوراتهم وبرامجهم الانتخابية للناخبين والناخبات بشكل مباشر وأفقي طيلة الحملة الانتخابية الجارية؛معتمدين في ذلك تواصل القرب الذي هو عماد أي نجاح سياسي وانتخابي…نجد “مسيلمة الكذاب”مستمر في اتخاد مواقع و صفحات الذباب الالكتروني منبرا له في مخاطبة الناخبين و مهاجمة الخصوم،مطلقا بذلك العنان للسانه السليط الذي لم يسلم إنس ولا جن من أكاذيبه وأباطيله المكشوفة والمردود عليها.
ومن هذه الهلوسات التي ما فتِئ يرددها”مسيلمة الكذاب”كالببغاء أنه قام بتوجه دعوة لخصومه قصد المشاركة في مناظرة مفتوحة حول برامجهم الانتخابية،مع العلم أن-الرجل-لا يقرِئ خصومه حتى تحية السلام،بل وآثار أن يتخلف عن اللقاء التنسيقي الذي عُقد تحت إشراف السلطات الإقليمية بعمالة الدريوش قُبيل بدء الحملة الانتخابية؛بدعوة أنه لا يريد أن يلتقي بخصومه السياسيون!
فكيف إذن لعاقل أن يَقبل بالجلوس مع خصم ظل طيلة الحملة الانتخابية يكيله الاتهامات ويخوض في عرضه، ويُؤلب الناخبين عليه؛مسخرا الذباب الإلكتروني في ذلك،ويقاطعه اجتماعيا…أن يرضى ويقبل بالجلوس مع هذا الشخص على طاولة واحدة؟!ثم كيف يمكن للخصوم أن يقبلوا أساسا بالجلوس مع شخص عبّر مرارا وتكرارا على انحطاطه الأخلاقي وهو يصفهم بأسوء النعوت و يقوم بشتمهم وسبهم علنية؟!!
إن الذي يدعو للمناظرة أو الجلوس مع خصومه على طاولة واحدة يجب أن يكون متخلقا،ناضجا فكريا و متزنا نفسيا…وليس مريضا ومهووسا بالظهور الإعلامي و البروز،يتصيد هفوات خصومه لاستغلالها إعلاميا وانتخابيا!
ثم،من المفترض أن الحملة الانتخاببة هي لحظة مكاشفة وتواصل مباشر مع الساكنة ولحظة إنصات لهموم هذه الأخيرة،وليست لحظة استعراض إعلامي حتى يقوم المرشحون للانتخابات بمخاطبة الساكنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تتوفر أغلبها(الساكنة)على شروط الاستفادة منها!!
الكذبة الثانية التي ظل يكررها “مسيلمة”في محاولة فاشلة للتأثير على إرادة الناخبين والناخبات؛أنه قام بإنجاز مجموعة من المشاريع بالإقليم وأنه ترافع بشكل مكثف على مطالب الساكنة بقبة البرلمان(الذي اتخده مضجعا للنوم)…مدعيّا في الذات السياق أنه مثلا؛هو صاحب مشروع قنطرة الراجلين بحي”بين الويدان” بالدريوش المركز!
والصحيح أن القنطرة جاءت نتيجة ضغط جماهيري اعتصمت الساكنة على إثره لأزيد من شهر كامل،ثم إن المشروع لم يخرج للعلن إلا في عهد/ولاية المجلس الإقليمي الحالي(بداية 2022 بالضبط)؛بعدما جُمّد سابقا من طرف السلطات الإقليمية بسبب الاستغلال السياسي والانتخابي للمشروع من طرف نفس المرشح الذي يدّعي اليوم أنه صاحب الفضل فيه!!
فعن أي إنجاز يتحدث هذا؟
وهذا مثال واحد فقط على زيّف إدعاءات هذا الأخير…و طبعا ساكنة الإقليم تعرف جيدا ذلك،كما تعرف الفرق بين الكلام والفعل والفرق بين من يمتلك شرعية الإنجاز والميدان، ومن يحاول عبثا سرقة إنجازات الغير واستغلالها انتخابيا دون وجه حق…
إن احتراف الكلام المعسول و تنميقه لا يمكن أن يغير من حقيقة الواقع شيئا؛والواقع الذي يعرفه الجميع أن الشخص المذكور فشل فشلا ذريعا في تقديم المأمول منه للإقليم، وعوض أن يعترف بأخطائه و بمسؤوليته السياسية عما ترتب عن تدبيره السيىء و الفاشل،يستمر في تقديم الوعود الفارغة للساكنة كأن هذه الأخيرة تمتلك”ذاكرة السمك”!
الذي يمكن أن يداوي جراح الساكنة ويعوضها على إخفاقات الأمس واليوم،ليس هو إدّعاء الانتماء إلى قبيلة “قلالشة” أو سرقة إنجازات الغير،وإنما هو الإنسحاب و الكف عن استغلالها والتلاعب بمشاعرها.
أما بخصوص مشكلة النسب أو الانتماء هذه التي يعانيها مرشحنا، فبإمكانه أن يقصد برنامج “مختفون”،و إذا تعذر عليه ذلك فعليه بمحكمة الأسرة(وهو طبعا أدرى بهذه الأمور من غيره! ).