كما أشرنا إلى ذلك في خبر سابق، أصدرت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية بيانا طالبت من خلاله الدول الإسلامية بالتخلي عن مقاطعة المنتجات التي تتم صناعتها في فرنسا على خلفية التوتر الناجم عن قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد (ص).
الغريب في البيان هو اللهجة الاستعلائية الآمرة التي تمت بها صياغته، رغم الغضب الشعبي الإسلامي من التصريحات المسيئة الصادرة عن الرئيس ماكرون، حيث جاء في البيان بالحرف:”يجب على دعوات المقاطعة أن تتوقف وبشكل فوري، شأنها شأن كل الهجمات الأخرى التي يتعرض لها بلدنا من طرف الأقلية المتطرفة”.
فعوض أن تحاول الخارجية الفرنسية تلطيف الأجواء ومحاولة تقديم قراءة أخرى للتصريحات غير المقبولة التي أدلى بها رئيس الدولة، نجدها تعود لتتقمص دور المستعمر المتغطرس، الذي تعود على الأمر والنهي وكأن الدول الإسلامية مجرد رعايا للإمبراطورية الفرنسية في العهد الإمبريالي.
العديد من المحللين توقعوا أن يزيد البيان الرسمي الفرنسي من تأجيج غضب المسلمين وأن يقوي شوكة المطالين بمقاطعة المنتجات الاستهلاكية الفرنسية، وهو الوضع الذي قد يسبب خسائر بالملايير للشركات التي ستكون الخاسر الوحيد جراء “الغطرسة الماكرونية”.