شهدت أسعار سمك السردين، المعروف بلقب “سمك الفقراء”، ارتفاعًا ملحوظًا في مختلف الأسواق المغربية، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 25 درهمًا في العديد من نقاط البيع. وفي مدينة آسفي، وصل سعر صندوق السردين إلى 400 درهم، فيما بلغ في مدينة الصويرة 500 درهم، مما دفع العديد من الأسر إلى التذمر من هذا الوضع الذي أثر بشكل مباشر على قدرتهم الشرائية.
وأعرب المواطنون عن استيائهم من هذا الارتفاع غير المبرر في الأسعار، متهمين المضاربات في الأسواق وغياب المراقبة من الجهات المعنية كأسباب رئيسية لهذا الوضع. وقد أدى هذا النقص في الرقابة إلى انتشار السوق السوداء، حيث يعرض السردين بأسعار تفوق بكثير قدرة المواطنين البسطاء على الشراء.
وفي هذا السياق، طالب العديد من المواطنين السلطات بالتدخل العاجل لضبط الأسواق ومراقبتها بشكل صارم، وضمان توفير السردين بأسعار تتناسب مع قدرة الأسر البسيطة. كما دعوا إلى تفعيل دور وزارة الفلاحة في تنظيم السوق وضمان استقرار الأسعار، مما يخفف من العبء المالي على كاهل المواطنين ويحقق التوازن الاقتصادي.
من جهة أخرى، أرجع مهنيون في قطاع الصيد ارتفاع أسعار السردين إلى انخفاض الإنتاج نتيجة للتقلبات المناخية والتيارات المائية على طول الشريط الساحلي بين الدار البيضاء وأكادير. وأوضح هؤلاء أن الفترة الممتدة من يوليوز إلى غشت من كل عام تشهد تراجعًا في الإنتاج بسبب هذه العوامل، مما يزيد من الضغط على العرض في الأسواق. كما دعوا الوزارة إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية عاجلة، مع احترام فترة الراحة البيولوجية لضمان استدامة الثروة السمكية في البلاد.