أصبح الحصول على موعد لتقديم طلب تأشيرة السفر من التحديات الكبرى التي تواجه المغاربة في الآونة الأخيرة. هذا التحدي لم يعد مرتبطاً فقط بالطلبات المتزايدة، بل تضاعفت المشكلة مع ظهور ظاهرة احتكار مواعيد “الفيزا” بواسطة استخدام الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي وضع المواطنين تحت رحمة “السماسرة”.
تعتمد بعض الجهات على برمجيات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بحجز المواعيد بسرعة فائقة قبل أن يتمكن المواطن العادي من الوصول إليها. وبعد ذلك، يعرض السماسرة هذه المواعيد للبيع بأسعار مرتفعة تصل الى عشرة الف درهم، ما يجعل الحصول على موعد لتقديم طلب التأشيرة أمراً شبه مستحيل دون اللجوء إليهم.
هذه الظاهرة أثارت موجة من الاستياء في صفوف المغاربة الذين يعانون من ضغوطات اقتصادية واجتماعية كبيرة، ويشعرون بأنهم مجبرون على دفع مبالغ كبيرة للحصول على مواعيد هم في أمس الحاجة إليها. ويزيد من حدة المشكلة أن العديد من هؤلاء السماسرة يعملون في الخفاء وبطرق غير قانونية، ما يجعل من الصعب على السلطات ملاحقتهم أو فرض قوانين رادعة.
من جهة أخرى، تعالت الأصوات المطالبة بضرورة تدخل السلطات لوضع حد لهذه الممارسات غير المشروعة، وضرورة إيجاد حلول تقنية لضمان عدالة توزيع المواعيد، وحماية المواطنين من هذا الاستغلال.
إن استمرار هذه الظاهرة دون رادع قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة ويزيد من معاناة المواطنين الذين باتوا يشعرون بالعجز أمام هذا الاحتكار الرقمي، مما يستدعي تدخلات حازمة وسريعة من الجهات المعنية لتنظيم عملية حجز المواعيد وضمان حقوق المواطنين.