إصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في أكادير، بعد ظهر اليوم الجمعة، حكماً يقضي بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات على رجل يبلغ من العمر 63 عامًا، بتهمة هتك عرض طفله القاصر البالغ من العمر 12 عامًا. الجريمة وقعت في منزل الأسرة الكائن بجماعة التمسية بإقليم إنزكان أيت ملول.
وجاء هذا الحكم بناءً على الفصل 484 من القانون الجنائي المغربي، الذي يعاقب على هتك عرض قاصر دون سن الـ18، وتصل عقوبته إلى 10 سنوات عندما يقترن الفعل الإجرامي بالعنف. وفقًا لمصادر محلية، قامت عناصر الدرك الملكي بالمنطقة المذكورة بتوقيف الأب قبل حوالي شهرين بعد تلقيها شكوى من والدة الطفل.
وكان قاضي التحقيق قد استمع للمتهم في مرحلة البحث التمهيدي، حيث قرر متابعته في حالة سراح مؤقت، لكنه عدل عن ذلك وأمر بإيداعه السجن المحلي بعد أولى جلسات البحث المعمق التي استمعت فيها المحكمة للطفل ووالده.
وتعود تفاصيل الجريمة إلى شهر رمضان الماضي، حيث كان الأب يستغل غياب زوجته عن المنزل بحكم عملها في أحد مصانع تصبير السمك بالمنطقة، ليقوم ليلاً بالاعتداء على طفله. وأفادت رئيسة الفرع الجهوي للمنظمة الوطنية لحقوق الطفل بسوس ماسة، لطيفة أقسيم، أن الطفل عانى نفسيًا جراء هذه الأفعال البشعة، حيث بدأ يعاني من نوبات نفسية حادة أثرت على دراسته وحياته اليومية.
وأضافت الناشطة الحقوقية أن الأم لاحظت التغيرات السلبية التي طرأت على سلوك ابنها وإصراره على الانعزال وفقدان التركيز في الدراسة، مما دفعها إلى استفساره عن الأسباب، فصدمت من اعترافه بتعرضه للاعتداء من قبل والده. على إثر ذلك، سارعت الأم إلى تقديم شكوى لدى الدرك الملكي بالتمسية، مرفقة بشهادة طبية تثبت ما تعرض له طفلها من اعتداء جنسي.
هذا الحكم يمثل خطوة هامة في مكافحة الجرائم ضد الأطفال، ويعكس التزام القضاء المغربي بحماية حقوق القاصرين وضمان محاسبة كل من يتجرأ على ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة.