توصلت وزارة الداخلية بتقارير حول تنظيم أثرياء، منهم رجال أعمال ومستثمرون في العقار والقطاع الفلاحي، ولائم سرية، استعدادا للانتخابات المقبلة، انتهت بعقد صفقات وتحالفات سياسية.
وكشف مصدر موثوق أن الأقاليم الشمالية والشرقية شهدت أكبر عدد من الولائم السرية، مؤكدا وجود مناطق في الجنوب والشرق شهدت بدورها ولائم “منزلية” جمعت بين مرشحين محتملين للانتخابات المقبلة، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن عدد هذه الولائم واللقاءات يقدر بالعشرات، وهدفها رسم الخريطة السياسية.
وأوضح المصدر ذاته أن إقليمي الناظور والدريوش احتضنا، في الأيام الأخيرة، أكبر عدد من اللقاءات بقصور يملكها كبار رجال الأعمال، الذين اعتادوا تمويل الحملات الانتخابية لأشخاص بعينهم، وحضرها منتخبون حاليون وسياسيون ووسطاء، سواء من أجل تقريب وجهات النظر بين الراغبين في التقدم للانتخابات البرلمانية المقبلة، أو التحالف حول خطة عمل المجالس الإقليمية أو الجهات، مشيرا، إلى أن من أهم المناطق التي اشتهرت بالولائم، الدريوش وسلوان وبني انصار والعروي..
وحسب التقارير نفسها، فإن المجتمعين يفضلون تغيير أماكن لقاءاتهم، تفاديا لضبطهم، خاصة أنها تخرق إجراءات الحجر الصحي، ويتم اختيار فيلات فارهة أو شقق بعمارات في ملكية أحدهم، بعيدا عن مراكز الجماعات والمدن، مشيرة، إلى أن الحاضرين أغلبهم من المنتخبين الذين عمروا كراسي المجالس فترات طويلة، ما جعلهم يلقون بكامل تركيزهم على المرحلة المقبلة لمواصلة تدبير الشأن المحلي للجماعات الترابية.
ووصف المصدر ذاته الحاضرين للولائم بصقور الانتخابات الذين يتحركون مع اقتراب موعدها، ومهمتهم عقد صفقات قبل أن تظهر اللوائح والمرشحون للاستحقاقات المقبلة في الأحزاب المنافسة، موضحا أن منهم من يستغل “حملات كورونا” من أجل فرض نفسه، بلقاءات مباشرة مع السكان، وتوزيع الكمامات على مواطنين سيتحولون في المستقبل القريب إلى ورقة انتخابية، إضافة إلى ضلوع مستشارين جماعيين ونشطاء جمعويين في عرض خدمات اجتماعية ومساعدات عينية في دوائر مستهدفة من قبل منتخبين ورؤساء جماعات استعدادا للانتخابات المقبلة، معتبرا أن الأمر يتعلق بحملات انتخابية سابقة لأوانها تتم بالوكالة تجنبا للمساءلة.