متابعة
قديم و لأسباب معينة هاجم أهل الريف مدينة فاس حاملين معهم رزما من نبات الشوك قاصدين احراق المدينة و تقول الأسطورة أن الريفيون عند وصولهم الى أسوار المدينة تفطنوا الى أنهم قد نسوا أعواد الثقاب أي الوقيد و أنهم من شدة غيضهم و حقدهم على أهل المنطقة لم يهتدوا الى اعارته أو شراءه من أهل المنطقة بل عاد أحدهم الى الريف ليأخد معه أعواد الثقاب ثم يعود الى فاس لاستكمال المهمة فأحرقوا فاسا.
فمتى كان هدا الهجوم اذن؟
بعودتنا قليلا الى الوراء نكتشف هجوما شنه الريفيون فعلا على مدينة فاس ودلك في عهد دولة أحمد بن علي الريف، فما حقيقة هده الدولة و ما هي أسباب الهجوم على فاس؟
في عهد السلطان اسماعيل كان للدولة المغربية بالاضافة الى جيشي الوداية و عبيد البخاري جيش أخر يتكون أساسا من أهل الريف وكان السلطان قد جرد كل القبائل المغربية من السلاح الا الريفيون كما كان ضمن جيش الريف فرقة متخصصة في المدفعية و الهندسة و التخطيط الحربيين.
وكان يترأس جيش الريف القائد علي الريفي و قد حرر الكثير من المدن المغربية من الأستعمار و حين توفي القائد علي في حصار لمدينة سبتة تولى القيادة ابنه أحمد.
والمعلوم أنه بعد وفاة السلطان اسماعيل الدي لم يكن قد عين وليا للعهد سيعرف المغرب نوعا من الفوضى وعدم الاستقرار نتيجة الصراع على الحكم بين أبناء اسماعيل.
وفي هده الأثناء حاول أحمد بن علي الريفي أن يعمل على حفظ الوحدة و الهدوء بمنطقة شمال المغرب وقد حاول أن ينازعه فيها عمر لوقش التطواني دي الأصول الأندلسية لكنه في الأخير هزمه و نفاه الى منطقة واد سوس.
أما فيما يخص علاقته مع الأمراء المتصارعين فقد اختلفت من أمير لأخر فقد كانت جيدة على سبيل المثال مع المستضيئ ولكن علاقته مع عبد الله لم تكن طيبة.
ولذلك تدخل أحمد الريفي في الشؤون الداخلية لفاس و طلب من نخبها خلع عبد الله و بيعة المستضيئ لكن أهل فاس استكبروا و رفضوا بل و حاولوا اهانة أحمد الريفي بحلق رؤوس أفراد هيئة السفارة التي أرسلها اليهم مما حز في نفس أحمد الريفي و صمم العزم على أن ينتقم من فاس.
وفعلا جمع قواته و مناصريه من القبائل وهاجم المدينة وقد صادف هجومه فترة عصيبة اتسمت بانقلاب جيش البخاري أيضا على عبد الله فخرب المدينة كل من الريفيون من جهة و جيش عبيد البخاري من جهة ثانية أما عبد الله فقد فر الى بعض قبائل الأطلس كأيت ادراسن و أيت أومالو الدين سيناصرونه و يساعدونه لاسترجاع فاس.
(المزمة الثقافية)