فبعد حوالي ثلاثة أشهر من الحجر الصحي والإغلاق التام لمختلف الأنشطة إلا الضرورية منها كالمنتجات الغذائية والمواد الطبية والشبه طبية، كشفت الموجة الأولى من كورونا على خسائر ودمار اقتصادي ومعاناة اجتماعية لم يخفف منها إلا التضامن بين أبناء الجالية منها جمعيات لها وزن بالمدينة مع الفئة الهشة التي فقدت عملها بسبب الجائحة .
اعتقد تجار الدريوش أنه بإمكانهم تعويض مافات من خسائر سريعا بمجرد حلول الصيف وتدفق الجالية وانطلاق موسمهم السنوي المنتظر، لكن الرياح أتت بما لا تشتهيهه سفن التجار والأنشطة الغير مهيكلة، فلا الجالية عادت ولا المعابر مع مليلية فتحت ولا حلول لمشاكلهم وشيكاتهم وسلعهم الشتوية.
لا الحفلات انطلقت ولا ممونيها اشتغلوا ولا السيارات تم كراؤها ولا مناسبة العيد خلقت رواجا. وليس في الأفق القريب مخرجا لهذه الأزمة الخانقة ما دامت كورونا تفرض قوانينها وتغطي العالم وتعده بأزمة اقتصادية أسوأ من كل أزمات التاريخ المعاصر والقديم.
اقليم الدريوش اليوم يكاد يكون منكوب، وهذا ما أصبح يظهر على المقاهي التي كانت مكتضة عند حلول فصل الصيف من كل سنة، لكن أصحابها هذه السنة يحاولون جاهدا توفير رواتب العمال وتأدية ما بذمتهم من مصاريف، كالماء والكهرباء.
ورغم حجم الأزمة في قطاع التجارة والخدمات لم نسمع لممثلي التجار بالغرفة التجارية صوتا، ولا حلول أتوا بها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بل حتى المواساة لم يقدموها لهذه الفئة.
.