متابعة
يعيش العدالة والتنمية، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، حالة من الصدمة، بعد البلاغ شديد اللهجة وغير المسبوق الصادر عن الديوان الملكي، والذي حمل عبارات صارمة تجاه الحزب، بسبب تجاوز هذا الأخير للخطوط الحمراء، ومحاولته تصفية حسابات حزبية سياسية باستعمال قضايا هي من اختصاص الملك.
المعطيات التي توصلنا بها تفيد أن هواتف أعضاء الأمانة العامة للبيجيدي، وعلى رأسهم عبد الاله بنكيران، لم تهدأ طيلة الساعات الماضية، حيث يتم تدارس الطريقة التي قد يلجأ إليها الحزب للخروج من عنق الزجاجة، خاصة وأنهم الآن في مواجهة مباشرة مع المؤسسة الملكية، التي تحظى باحترام وتقدير شعبيين لا يعلى عليهما، وبالتالي فإن هناك تيار يدعو إلى ضرورة الانحاء أمام العاصفة، والإقرار بحدوث سوء تقدير خلال صياغة بلاغ الأمانة العامة المثير للجدل.
حيث أصدر الديوان الملكي المغربي صباح اليوم الاثنين، بلاغا شديد اللهجة موجها لإخوان عبد الاله بنكيران، تضمن عبارات شديدة اللهجة تجاه ما تضمنه بلاغ صادر عن حزب العدالة والتنمية، في 7 من مارس جاري، وتحديدا الفقرة المتعلقة بالعلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، وربطها بآخر التطورات التي تعرفها الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث وصفها “القصر” بالتجاوزات غير المسؤولة والمغالطات الخطيرة.
فبلاغ البيجيدي الصادر عقب انعقاد الاجتماع العادي للأمانة العامة بتاريخ 4 مارس 2023، كان يتمحور أساسا حول “رفض دعوات المساواة في الإرث واستنكلر صمت الحكومة بخصوص النفط الروسي”، إلا أن إحدى فقراته تم تخصيصها لمهاجمة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بخصوص موقفه من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وجاء فيها بالحرف: “تستهجن الأمانة العامة المواقف الأخيرة لوزير الخارجية الذي يبدو فيها وكأنه يدافع عن الكيان الصهيوني في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الإجرامي على إخواننا الفلسطينيين ولا سيما في نابلس الفلسطينية، وتعيد الأمانة العامة التذكير بالموقف الوطني الذي يعتبر القضية الفلسطينية على نفس المستوى من قضيتنا الوطنية، وأن الواجب الشرعي والتاريخي والإنساني يستلزم مضاعفة الجهود في هذه المرحلة الدقيقة دفاعا عن فلسطين وعن القدس في مواجهة تصاعد الاستفزازات والسلوكات العدوانية الصهيونية، وفي الحد الأدنى التنديد بالإرهاب الصهيوني الذي لا يتوقف.”
هذه الفقرة اعتبرها الديوان الملكي تجاوزا لا يمكن السكوت عنه، خاصة وأنها تعد تدخلا صريحا في السياسة الخارجية للمملكة والتي هي من اختصاص ملك البلاد حسب الدستور، كما أنها روجت لمغالطات خطيرة لا تعكس بتاتا التزام المملكة الدائم بالدفاع عن حق الفلسطينيين المشروع، واصفا ما قام به “البيجيدي” بمحاولة ابتزاز سياسي غير مسبوقة على الصعيد الحزبي.