متابعة
أكد مسؤولون أمريكيون ونظراؤهم في شركة “مودرنا”، أمس الاثنين، أن اللقاح الذي عملت على تطويره الشركة الأمريكية لمكافحة كورونا قد يكون جاهزا للاستخدام في نهاية السنة الجارية، بعدما كشفت شركة صناعة الأدوية أن بدء تجربتها للقاح التي همّت 30 ألفا، أكدت أنه آمِن وناجع في محاربة الفيروس، وهو الجانب الذي كان آخر العقبات قبل أن يحصل اللّقاح على الموافقة من الجهات التنظيمية.
وتعدّ هذه التجربة أول دراسة تصل مراحلها الأخيرة في إطار البرنامج الذي تبنّته إدارة ترامب لتسريع اتخاذ تدابير لمكافحة الفيروس التاجي، ما يقوّي الأمل في أن يسهم لقاح ناجع في وضع نهاية للجائحة.
وقد حصلت شركة “مودرنا”، التي لم يسبق لها أن أنتجت لقاحا والتي ارتفع سهمها بنسبة 7.5 في المائة ، على ما يناهز مليار دولار من الحكومة الأمريكية، التي تشارك تمويليا ضمن برنامجها “أوبيريشن وارب سبيد” في عدة لقاحات مرشحة.
في خضمّ ذلك، وصل ما يفوق 150 لقاحا مرشّحا لمكافحة كورونا حاليا مراحل مختلفة من التطوير، منها 24 لقاحا يتم تجريبها حاليا على البشر.
وتجري شركتا “جونسون آند جونسون” و”فايزر”، في يوليوز الجاري، تجارب سريرية متقدّمة للقاحاتها المرشحة لمواجهة كورونا.
ومن جانبها، أفادت شركة “أسترا زينيكا” البريطانية لصناعة الأدوية أنها ستشرع، خلال الصيف الحالي، في إجراء تجارب أمريكية موسّعة على لقاحها، الذي يتم تطويره بتعاون مع باحثين من جامعة أوكسفورد.
موازاة مع ذلك، تعمل شركات صناعة الأدوية على زيادة إنتاجها في الوقت الذي تُجرى تجارب للاستجابة في أقرب وقت لمكافحة الفيروس المستجدّ، الذي ما زال ينتشر بسرعة في طافة البلدان.
وصرّح فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، بأنه قد تتوفر لشركة “مودرنا” عشرات الملايين من الجُرعات الجاهزة إذا ما عُدّ اللقاح آمنا وفعّالا ضد كورونا.
ومن جانبه، قال ستيفان بانسيل، الرئيس التنفيذي لشركة “مودرنا”، إن الشركة ما زالت في طريقها لتسليم ما يناهز 500 مليون جرعة سنويا، قد تصل، انطلاقا من 2021، إلى مليار جرعة سنويا.
وقد تم تصميم تجربة المرحلة الأخيرة لتقييم سلامة لقاح مودرنا “ام. آر. إن. إي -1273″، وتحديد ما إن كان قادرا على أن يمنع ظهور أعراض كورونا بعد جرعتين منه. وفي هذا الإطار قال أنتوني فاوتشي، المسؤول الكبير عن قطاع الصحة الأمريكي، إن التجربة قد تظهر نتائجها بحلول نونبر وربما قبل ذلك. وأكد أنه مطمئنّ بخصوص سلامة اللقاح، بعد أن اطّلع على بيانات من تجارب أصغر تم إجراؤها سابقا.
وأثبتت نتائج دراسة أجريت في مراحل أولية ونُشرت نتائجها في بداية الشهر الجاري أنه أصبحت للمتطوّعين الذين حصلوا على جرعتين من اللقاح مستوياتٌ من الأجسام المضادّة التي تقضي على فيروس كورونا تفوق معدلات المستويات التي رُصدت عند أشخاص شُفوا من الفيروس.
وأفادت “شبكة الوقاية من مرض كوفيد-19″، البرنامج الذي تموّله الحكومة الأمريكية ووضعته المعاهد الوطنية للصحة، بأنها تستعد لإجراء تجارب سريرية على نطاق واسع للقاح المرشّح للقضاء على الفيروس التاجي المستجدّ مع 30 ألف مشارك كل شهر في الخريف المقبل.
يشار إلى أن فيروس كورونا قتل حتى الآن ما يناهز 650 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم وعصف باقتصادات دول المعمور بنسب متفاوتة.
.