كانت لمقالات جريدة الاسبانيول حول صرامة المغرب و تهديده بخنق مليلية اذا لم توافق اسبانيا على تحويلها الى معبر سياحي للناظور، أثر كبير على الفاعلين السياسيين بالمدينة المحتلة و سرعان ما ظهرت هذه الاثار على شكل مقالات تخصصت في تدبيجها جريدة الفارو و صحافيتها تانيا كوستا، التي تستغل كل فرصة ممكنة للهجوم على الناظور.
الجريدة جزمت بفشل خطط المغرب بمنافسة شريطه الشمالي لكوستا ديل سول الاسبانية و جلب السياح الانجليز للناظور، مؤكدة أن من يملك المال الكافي لزيارة ماربيا حتما لن يأتي الى الناظور.
و عللت الصحيفة كلامها، بأن المقصد السياحي ليس فقط الموقع بل و محيطه الاجتماعي لذا فالهند مثلا لا يزورها الا الفقراء من محبي صعود الجبال.
و تقول الصحيفة، ان السياح من الطبقات المتوسطة و الثرية لن يدفعوا أموالهم لزيارة مكان مليئ بالفقر و الجوع و الفوارق الاجتماعية مثل الناظور.
حيث يمكن للمدينة تقديم خدمة جيدة داخل فنادقها الجديدة و لكن خارج الفندق لا يمكنك ان تشاهد الا اثار العالم المتخلف و ما يأتي معه.
هذا و يسعى المغرب لرسم حدود جديدة بين الناظور و مليلية لتعويض التهريب بالجمارك البحرية، بغرض خنق المدينة السليبة ..هذا ما خلصت اليه جريدة الاسبانيول في مقال جديد الاثنين 1 يونيو.
خطة المغرب حسب الجريدة، تستهدف تحويل مليلية الى جزء من المشروع السياحي لمارتشيكا باتجاه السعيدية و الذي يسعى لاستقطاب السياح الأوروبيين.
و لهذا الغرض يريد المغرب ان يتعلق مصير مليلية بمشروعه السياحي الوطني و التفاوض مع اسبانيا حول الأمر.
و هذه المعطيات الجديدة بخصوص الوضع المستقبلي للمعابر بين الناظور و مليلية بعد كورونا سيتم تدارسها خلال الاجتماع عالي المستوى الذي سيجرى يوم 10 يونيو الجاري على هامش دراسة إمكانية انجاح موسم عبور المهاجرين هذه السنة.
استراتيجية المغرب هي السماح في حال عقد اتفاق، بعبور السياح المغاربة الى المدينة المحتلة مما سيحرك نشاطها التجاري.
و ايضا فتح المجال امام مواطنين انجليز ينوي المغرب استقطابهم للعيش بالناظور و مدن أخرى شمال المغرب، و ستكون اقامتهم قرب مليلية محفزا لانجاح هذا المشروع.
حيث يريد المغرب تكرار تجربة كوستا ديل سول جنوب اسبانيا التي يعيش فيها مئات الالاف من الانجليز مما ينعش مداخيلها و حركيتها.. و قد بدأ الاستعداد المغربي باكرا حيث ستكون البنية التحتية التي انجزتها مارتشيكا بالناظور جاهزة خلال الفترة المقبلة لاستقبال الانجليز المعروفين بحب البيئة و الطيور ايضا..
و في حال رفضت اسبانيا الانخراط في المشروع المغربي فإن مليلية ستصبح اشبه بصخرة بادس او الجزر الجعفرية، مدينة خاوية لا تضم الى القواعد العسكرية.