متابعة
في مقابلة نادرة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، صرح سيف الإسلام القذافي، نجل الديكتاتور الليبي الأسبق معمر القذافي، أنه يريد “إحياء الوحدة المفقودة” في ليبيا بعد عقد من الفوضى، ولمح إلى احتمال الترشح للرئاسة.
وقد قال سيف الإسلام (49 عاما)، الذي ظهر للمرة الأولى منذ أربع سنوات، إن السياسيين الليبيين “لم يجلبوا إلا البؤس. حان الوقت للعودة إلى الماضي. البلد جاثٍ على ركبتيه… لا مال ولا أمن. لا توجد حياة هنا”.
وفي أول لقاء له مع صحافي أجنبي منذ عقد، قال سيف الإسلام إنه أصبح الآن “رجلا حرا” ويخطط لعودة سياسية، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.
وقد صرح، في مقابلة طويلة مع “نيويورك تايمز”، بأنه “بعدما خاب أملهم من الثورة”، أدرك المتمردون الذين أسروه “أخيرا أنه قد يكون حليفا قويا”.
وهذه المقابلة، التي أجريت في شهر ماي المنصرم بـ”فيلا فخمة من طابقين” داخل مجمع مغلق في زنتن، نشرت الأحد. كما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” صورا لسيف الإسلام التقطت خلال المقابلة، وهو يرتدي قميصا أسود مطرزا بخيوط مذهبة ومسدلا لحيته الرمادية ومعتمرا عمامة سوداء.
وبعد عقد من الصراع على السلطة على خلفية التدخل الأجنبي، تولت شؤون ليبيا حكومة موقتة في مارس مكلفة توحيد المؤسسات من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية مزدوجة في دجنبر.
وأي ترشيح محتمل لسيف الإسلام سيواجه مشكلة كبيرة بعد أن أدانته محكمة ليبية وصدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية. وكتبت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه “مقتنع بأن هذه المسائل القانونية يمكن التفاوض بشأنها إذا اختارته غالبية الشعب الليبي زعيما”، مشيرة إلى أن “سيف يعتقد على ما يبدو أنه وحده يستطيع تمثيل دولة لجميع الليبيين”.
وقد قال نجل القذافي: “أبعدت عن الشعب الليبي 10 سنوات. عليك أن تعود ببطء. عليك أن تحضره ذهنيا قليلا”.
وعندما سئل عما إذا كانت محاولاته اللجوء إلى منازل ليبية عندما كان هاربا عام 2011 أمرا غريبا، كانت إجابته غامضة مثل بعض الآراء التي عبر عنها والده الراحل في “الكتاب الأخضر”.
وأضاف سيف الإسلام: “نحن مثل الأسماك، والشعب الليبي مثل البحر بالنسبة إلينا، بدونه نموت. هذا هو المكان الذي نتلقى فيه الدعم. نختبئ هنا. نقاتل هنا. الشعب الليبي هو محيطنا”.