يبدو أن إجراءات المواكبة الإقتصادية والإجتماعية التي اتخذتها الحكومة والتي انخرط فيها المجتمع المدني أيضا، غداة انتشار وباء كورونا ببلادنا(يبدو أنها) لم تصمد كثيرا أمام الواقع المُزري والهش للكثير من الأسر الدريوشية.فعلى الرغم من التدابير المشددة التي اتخذتها السلطات المحلية بالدريوش لمنع حركة النقل والتجوال، سيرا على نهج باقي ربوع الوطن؛فإن العين لا تكاد تخطِئ مشاهد درامية مؤلمة لنساء ورجال من مختلف الأعمار وهم موزعين على أهم مراكز التوزيع والتزوّد بالمدينة…مُوَزعين؛وأعينهم تترصد المرتفقين لعلهم يجودون ولو بالقليل مما تسمح به جيوبهم…يصطف هؤلاء غير مبالين لا بالعقوبات التي قد تطالهم-فهم أصلا معاقبون-ولا بالانعكاسات الصحية لهذه المغامرة التي يقدمون من خلالها على كسر إجراء الحجر الصحي…فالإجراء الحقيقي في نظرهم ليس هو ما يصدح به مكبر الصوت الذي يحمله عون السلطة وما يقوله مذيع النشرات الإخبارية يوميا أو ما يتبجح به مصورو الجمعيات الموسمية…الإجراء الحقيقي في نظر هؤلاء الذين يقامرون بصحتهم وذويهم بشكل يومي، هو توفير لقمة عيش تكفي لرأب صوت الجوع؛ الذي يظهر أننا بدأنا نشهد إرهاصات تفاقم ضحاياه محليا في ظل غياب استراتيجية حقيقية وعادلة ترفع الحرج عن هؤلاء إلى حين.إن غض الطرف عن هذه الحالات أو الإكتفاء بأنصاف الحلول في التعامل مع معاناتهم قد ينذر بخطر كبير ينضاف إلى الخطر الوبائي الذي نعيشه…فالجوع لا يفاوض أبدا.