متابعة
أصبح البرنامج الإسرائيلي “Pegasus” يحرك لوحات الكتابة في حواسيب صحفيي العالم أكثر من أي قضية أخرى في الأيام الأخيرة، بعد أن نشرت 17 وسيلة إعلامية تحقيقا مشتركا يقول إنه يستخدم للتجسس ومراقبة الهواتف الذكية التابعة للسياسيين والصحفيين ورجال الأعمال في مختلف دول العالم.
وذكرت تقارير صحفية أمريكية وغربية أن البرنامج المكشوف عن إمكاناته التجسسية تم استخدامه بطلب من عشرات الدول بحجج مختلفة أبرزها محاربة الإرهاب والجرائم المختلفة، بالإضافة إلى أهداف أخرى خاصة يعمل عليها البرنامج.
ظهر اسم شركة البرمجيات التجسس الإسرائيلية “NSO Group” للمرة الأولى على نطاق واسع عام 2016، وذلك من خلال تحقيق منشور عن أنشطتها في الإمارات العربية المتحدة.
وذكر التحقيق عام 2016 تفاصيل تلقي زعيم المعارضة الإماراتي، أحمد منصور، رسالة نصية قصيرة على هاتفه تحتوي رابط للحصول على معلومات سرية بشأن التعذيب في السجون الإماراتية، لكنه قرر عدم النقر على الرابط واستعان بالخبراء لكشف مصدر الرابط المرسل إليه.
واستطاع مجموعة Citizen Lab البحثية من جامعة تورنتو الكندية معرفة مصدر الرسالة التي تم إنشاؤها باستخدام برنامج Pegasus.
تأسست شركة البرمجيات التجسس الإسرائيلية “NSO Group” في دجنبر 2009 من قبل جوليو شاليف وأمري لافي، وانضم إليهما نيف كارمي الذي كان يعمل خبيرا في الأمن السيبراني ضمن المخابرات الإسرائيلية.
استطاع الشركاء من إنشاء شركة “CommuniTake” التي سمحت لمشغلي الهواتف المحمولة بالوصول عن بُعد للهواتف الذكية وتهيئتها بناءً على طلب العملاء الذين لا يستطيعون فهم التقنيات الجديدة.
وبعدها أصبحت أجهزة الاستخبارات الأوروبية مهتمة بالشركة، حيث اعتبر جوليو ولافي أن هناك إمكانات كبيرة للتطوير العمل وتم إنشاء شركة NSO Group.
وفي عام 2020، أجرى الرئيس التنفيذي والمؤسس جوليو شاليف مقابلة قال فيها إن الشركة تستخدم البرامج للقبض على الإرهابيين وتجار المخدرات وغيرهم من المجرمين وهذا النجاح أثمر عن صفقة لبيعها لشركة Novalpina الأوروبية ولمؤسسيها الإسرائيليين وبدأت الشركة مع انطلاقتها الجديدة الحديث أكثر عن أنشطتها في العالم.
وفي مقابلة خاصة مع إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال جوليو شاليف أن برنامج Pegasus استخدم للتجسس على أمير ووزير خارجية قطر، مضيفا أنه تم “تثبيت برنامج الشركة الإسرائيلية على هواتف زوجة الصحفي السعودي جمال هاشقجي”.
وبمجرد تنزيله على هاتف الشخص المستهدف، يخول “بيغاسوس” الاطلاع على الرسائل والصور وجهات الاتصال وتفعيل الميكروفون والكاميرا عن بعد.
وعن اتهام المغرب باستعمال البرنامج، قالت الحكومة إنها “ترفض جملة وتفصيلا هذه الادعاءات الزائفة، التي لا أساس لها من الصحة، وتتحدى مروجيها، بما في ذلك، منظمة العفو الدولية، وائتلاف “Forbidden stories”، وكذا من يدعمهم والخاضعين لحمايتهم، أن يقدموا أدنى دليل مادي وملموس يدعم روايتهم السريالية”.
وأشارت الحكومة إلى أن المغرب أضحى مجددا عرضة لهذا النوع من الهجمات، التي تفضح إرادة بعض الدوائر الإعلامية والمنظمات غير الحكومية “لجعله تحت إمرتها ووصايتها”، مشيرا إلى أن “ما يثير حنقهم أن هذا ليس ممكنا”، وفق نص البلاغ.