متابعة
بدأت تلوح في الأفق مؤشرات صفقة دبلوماسية جديدة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، لتؤكد أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ستواصل الالتزام بالاتفاق الثلاثي الموقع في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث بدأت تبرز مؤشرات على قرب إتمام الإدارة الحالية لافتتاح قنصليتها في مدينة الداخلة في إطار اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية الكاملة على أقاليم الصحراء، وفي المقابل سيتم المغرب التزاماته مع إسرائيل بفتح سفارة بتل أبيب.
وتعزز هذه المعطيات مجموعة من التحركات التي برزت في الأيام الأخيرة، على رأسها إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في ندوة صحفية يوم أمس الخميس، عدم وجود أي تغيير في الموقف الأمريكي الرسمي بخصوص قضية الصحراء، ما يعني بشكل مباشر استمرار إدارة الرئيس بايدن في اعتماد المرسوم الرئاسي الذي يعترف بالسيادة المغربية على المنطقة.
ويُضاف إلى ذلك ما أورده موقع”أكسيوس” الأمريكي الموثوق، والذي كان أول من كشف إعداد المغرب والولايات المتحدة لاتفاق يعيد العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل مقابل اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، إذ نشر أول أمس الأربعاء أن المملكة ستفتتح قريبا سفارتها في تل أبيب، ليكون هذا الأمر “أول إنجاز ملموس لإدارة بايدن للدفع بالاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والدول العربية في عهد ترامب”.
وأورد المصدر نفسه أن الرباط ستُعوض مكتب الاتصال بسفارة في تل أبيب، وهو الأمر الذي يأتي بعد محادثات هاتفية بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وكبير مستشار الرئيس الأمريكي لقضايا الشرق الأوسط، بريك ماك غورك، والتي أكد فيها هذا الأخير نية واشنطن عدم التراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، كما طلب منه تأييد المغرب لتعيين مبعوث أممي إلى الصحراء لإحياء العملية الدبلوماسية والمضي قدما في إرساء العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية.
ومنذ أن جرى الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل تزامنا مع الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في دجنبر الماضي، تعامل المغرب بحذر واضح مع الملف في ظل التغير الذي شهده البيت الأبيض بعد فوز الديمقراطي بايدن على الجمهوري ترامب في الانتخابات الرئاسية، إذ فضلت المملكة الاكتفاء بإعادة افتتاح مكتبي الاتصال بعد 20 عاما على إغلاقهما عوض افتتاح سفارتين في الرباط وتل أبيب.
غير أن قضية فتح سفارة مغربية في إسرائيل ظلت قائمة منذ توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغربي الأمريكي الإسرائيلي أواخر العام الماضي في الرباط، ففي يناير الماضي نشر موقع “أكسيوس” وصحيفة “جيروزاليم بوست” أن الملك محمد السادس تحدث هاتفيا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، بنيامين نتياهو، وأخبره أن “الخطوة المقبلة ستكون هي تبادل السفراء”.