مراسلة
بورتريه خاص
يعتبر حزب الحركة الشعبية تاريخيا جزءا لا يتجزأ من الذاكرة السياسية لقبيلة امطالسة؛بل أولى لبنات التأسيس الحقيقي للفعل الحزبي والسياسي بالمنطقة…هذا الحزب الذي انتبه مبكرا على خلاف الكثير من الأحزاب الأخرى إلى أهمية التواجد بالمجالات الهامشية والقروية،سيجد في الإنسان المطالسي ما ينسجم و رهاناته التي تشكل تنمية العالم القروي والنهوض بأوضاعها إحدها؛
وسرعان ما ستسفر العلاقة بين الكائن المطالسي المعروف بشدة طبائعه ومقاومته للتغيير، و”السنبلة”رمز النشاط الأساسي(الفلاحة)الذي حافظ على بقاء واستمرار هذا الأخير…عن نوع من الكمياء التي سرّعت عملية النشأة والنمو للحزب بالمنطقة؛بحيث سيصبح هذا الأخير لسان التعبير عن همومها و عن ما تعانيه من حيف وتهميش شأنها شأن باقي مناطق المغرب المنسي؛
وبعد أن ترّسخ وجود الحزب بالمنطقة وحاز ثقة أهلها؛ سيفتح الأبواب أمام أبنائِها ليركبوا سفينة النضال المؤسساتي من أجل الترافع عن مطالبهم وحقوقهم المشروعة بأنفسهم؛
ولعل أول المبادرين بالمنطقة إلى ركوب موج النضال السياسي من خلال هذا الحزب؛كان المناضل”عبد الله أشن” الغني عن أي تعريف…إذ سيبدأ الرجل مسار نضاله الحزبي مبكرا…و بحنكة وذكاء كبيرين نجح في تسلق الدرجات والمراتب بسرعة جعلته يحظى بثقة الحزب ويصبح أحد أعيانه بالمنطقة إلى درجة أن أضحى حزب “الحركة” وشعار”السنبلة”مرتبطين في ذهنية امطالسة بإسم”عبد الله أشن”…
لكن هذا النجاح الباهر لم يوظفه”الذئب السياسي”كما يصفه خصومه، في مراكمة الإمتيازات والمكاسب الشخصية كما هو الحال بالنسبة للبعض؛بل استثماره سياسيا وحزبيا للترافع عن منطقته ولفت إنتباه القائمين على الشأن العام إلى ما تعيشه هذه الأخيرة من مشاكل ونقائص على كافة المستويات…
ولأن الرجل يعرف جيدا أهمية النضال المؤسساتي ودور الشباب في نجاحه،فإنه عمل على استقطاب وتأطير شباب المنطقة لخلق نخبة تتولى مسؤولية قيادة المؤسسات المحلية على أمل تحقيق الهدف الأسمى ألا وهو رفع التهميش عن المنطقة؛
مسعى تحقق منه الكثير إلى اليوم…وإن كان يحتاج إلى مزيد جهدٍ وانخراط صادق، من أجل تدارك ما فات من فرص، كانت لتستغل أحسن استغلال لو وجد “أيقونة عين الزهرة” من يشاطره همّ النهوض بالمنطقة؛
هذا الهمّ الذي لا زال الرجل بالرغم من تقدم عمره يحمله اليوم ويحمل معه آمال منطقة كاملة في غد أفضل وأحسن…فما أحوجنا إلى رجال من هذه الطينة التي جعلت أجندة الحزب تأخد في الحسبان خدمة المنطقة وليس خدمة الشخص!