متابعة
لا يزال سكان مدينة وجدة تحت وقع الصدمة، جراء الحصيلة الثقيلة في الأرواح التي تسببت فيها فاجعة بيع الخمور الفاسدة بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة، والتي بلغت مؤقتا 20 شخصا، من بينهم امرأة.
البداية، حسب ما أفادت به مصادر أمنية، كانت يوم الجمعة 9 يوليوز 2021 صباحا، حين عثر مواطنون على جثمان أحد المتشردين بالقرب من “مقبرة الشهداء”، حيث اعتقد الجميع أن الوفاة ناتجة عن حادث عرضي قد يتعرض له أي شخص بدون مأوى، لتتوالى الوفيات صباح السبت 10 يوليوز 2021، بعد استقبال مصلحة المستعجلات بالمستشفى الفارابي الجهوي لعدد من الحالات، وتدخل السلطات الأمنية على الخط، خاصة بعد تشابه أعراض وأسباب الوفيات.
وأضافت مصادرنا أن التحريات كشفت عن تورط شاب ثلاثيني، كان يُعد موادا كحولية بطريقة عشوائية وغير قانونية، مرتكزا على سائل كحولي ذي تركيز عالي جدا بنسبة 75%، ويمزجه مع مواد تستعمل في التعقيم والتطهير، وهي مواد ذات خطورة كبيرة جدا على جسم الإنسان، حيث كشفت المصادر ذاتها أن المشتبه فيه، المُتابع حاليا في حالة اعتقال رفقة شخص ثانٍ، باع كمية كبيرة ليلة الجمعة-السبت، مستغلا فقر وهشاشة زبنائه المنتمي معظمهم لفئة المشردين والمتسولين والمعوزين، إذ يتم بيع قنينة من سعة ربع لتر بثمن يتراوح ما بين 15 إلى 25 درهما، وتكون ذات تأثير مخدر قوي جدا.
وحول طريقة الاهتداء إلى المشتبه فيه، أبرزت المصادر الأمنية أن أحد الهالكين، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، دلَّ على صانع هذه الخمور، حيث نفى المشتبه فيه، عند بداية الأمر، ارتباطه بهذه القضية، محاولا إلصاق التهمة بشقيقه، وهو الأمر الذي فشل فيه بعد مواجهته بتصريح ضحيته.
وبخصوص التأثير الذي خلفته هذه الخمور على أجساد الضحايا، فقد أكد مصدر طبي، أن نسبة التركيز العالية في الكحول دمّرت خلايا وأعضاء الجهاز الهضمي وكلى الضحايا، وبسرعة كبيرة، ما استحال على الأطقم الطبية بالمستشفى الجهوي الفارابي، والمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، إنقاذ أرواحهم، ليلقى المتعاطون حتفهم بعد سويعات قليلة من تناولهم لهذه المواد.
ويرقد، حاليا، بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، أربع ضحايا حالتهم حرجة جدا، حسب ما أفاد به مصدر من داخل قسم الإنعاش بذات المستشفى، فيما بلغت حصيلة الوفيات، لحدود كتابة هذه الأسطر، 20 فردا.