بريد الموقع
بعد الولاية الإنتخابية السابقة التي تبلور في إطارها ما يسمى ب”المعارضة” على مستوى جماعة/بلدية الدريوش،ترّسخ لدى الناخب المحلي تمثل انفعالي عن صورة المنتخب/السياسي الناجح (المعارض بالخصوص)؛
بحيث أصبح الأفراد اليوم يتجهون إلى الإعتقاد بأن السياسي/المنتخب الناجح أو المحتمل نجاحه في أداء الأدوار المنوطة به هو السياسي/المنتخب الإندفاعي،المنفعل،وصاحب اللهجة الحدة والردود المبالغ فيها من قبيل الضرب على الطاولات و رفع نبرة الصوت والتهجم على باقي الأعضاء…
وأضحت بالتالي صورة السياسي/المنتخب الناجح غير خاضعة لمقياس التقييم الموضوعي المبني على مؤشرات محددة ولا مرتبطة بمستوى الأداء داخل المؤسسة السياسية وما يتطلبه من حنكة وحكمة وقدرة على التوافق والترافع الجيد…فيما معناه لم يعد التقييم مرتبط بسؤال ماذا تحقق وماذا تم تحصيله من مكاسب وما طبيعتها وأهميتها لدى الساكنة…والكيفية التي تم بها ذلك!
وإنما على العكس من ذلك تماما تشكلت لدى الناخب المحلي قناعة مفادها أن المراهنة على غير الإنفعالي وصاحب السلوكات الهستيرية وغير المحسوبة هي مراهنة خاسرة؛ مما يعني أن النموذج/البروفايل السياسي المقبول محليا هو صاحب الصفات المذكورة سلفا والتي يحتل فيها استخدام لغة الجسد بالطريقة السلبية دور البديل عن لغة العقل والحجة؛
وهذا الأمر يُعاين اليوم حتى على مستوى طريقة تواصل البعض ممن يقترحون أنفسهم كمترشحين في الإستحقاقات المقبلة ؛بحيث نجد أن الكثير منهم عوض أن يتحلوا بروح التنافس الشريف و المرونة اللازمة لتسويق صورة ايجابية عن أنفسهم تجدهم منغمسين في حروب دونكشوطية ويستنزفون جهدهم في مهاجمة غيرهم والتعدي على حقهم المكفول دستوريا وديمقراطيا في الترشح لأي استحقاق انتخابي،عوض استعراض الحصيلة والبدائل الممكنة سياسيا لتجاوز مخلفات التدبير السياسي السابق، الأمر الذي يُنذر وللأسف بمعاودة نفس تجربة”وضع العصا في الرويضة”السابقة.
فهيا بنا إلى الماضي مرة أخرى…