متابعة
تتواصل حرب التصريحات بين المغرب وإسبانيا بعد اتهامات جديدة وجهها للرباط رئيس مدينة مليلية، بمحاولة إغراق الجيب الإسباني لتحقيق نموه الخاص، في حين اعتبر أكاديمي أن الاتهامات “توضح طبيعة أسلوب الإسباني الذي يعبر عن منطق أوروبا القديمة مع دول الجنوب”.
ونقلت صحيفة “إسبانيول”عن إدواردو دي كاسترو قوله إن استراتيجية المغرب مع المدينتين الإسبانيتين الأفريقيتين يمكن تلخصيها بمحاولة المغرب “تحقيق النمو لإغراقنا” عبر تشييد موانئ ضخمة في شمال المغرب إلى جانب البنى التحتية الأخرى.
وفي مقابلة مع وكالة إيفي، قال دي كاسترو إن خارطة الطريق التي وضعها المغرب هي إنه يريد أن ينمو ومع هذا النمو “يغرقنا”، مضيفا ” لا بأس أنهم يريدون النمو، ولكن ليس على حسابنا”.
في المقابل، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ابن طفيل، رشيد لزرق، في حديث لموقع الحرة، “إذا كانت إسبانيا تواجهنا بعرقلة جهود المغرب في وحدته الترابية فنحن نواجهها بالتنمية مما يجعل إسبانيا تنظر للمغرب نظرة المنافسة عوض نظرة الشريك”.
وفي رده على تصريحات المسؤول الإسباني، دعا لرزق إسبانيا “إلى التحرر من منطق الاستعماري البئيس”.
ويقول دي كاسترو إن المغرب قام بتشييد “ميناء فائق” بالقرب من طنجة وآخر في المنطقة المجاورة، وأن الناظور، بالقرب من مليلية، قد ضاعفت طاقتها في غضون سنوات قليلة، في حين أن هناك استثمارات “قوية جدا” في البنية التحتية برأس مال من الصين أو ألمانيا أو إنجلترا أو فرنسا.
ويضيف المسؤول الإسباني: “لا يمنع المغرب البضائع من مليلية فحسب، بل لا يسمح أيضا لرجال الأعمال بجلب السلع من شبه الجزيرة”.
واتهم المسؤول المغرب بغلق الأبواب أمام السلع القادمة من مليلية واعتبر أن ذلك “ورقة للمساومة” من جانب الرباط.
ويقول دي كاسترو إن المغرب أغلق الحدود مع مليلية قبل الأزمة في إسبانيا بسبب فيروس كورونا المستجد، وهو ما كان له تأثير “مدمر” على الاقتصاد المحلي، في وقت كانت الحدود تشهد حركة لأكثر من 10,000 شخص، مع ما يترتب على ذلك من تأثير على التجارة.
وفي مواجهة قطع المغرب للإمدادات، يقترح رئيس مليلية وضع استراتيجيات “لا تعتمد” على الدولة المجاورة، وأن يتم التعامل مع سبتة على أنها الحدود الجنوبية لأوروبا.
وقال رئيس مليلية إن المغرب “يشعر بالقوة ويسمح لنفسه بترف بتهديد إسبانيا وألمانيا” عندما دعت الرباط مؤخرا جميع السفراء في الرباط إلى اجتماع للتشاور باستثناء الإسبان والألمان.