حطت في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، وبالتحديد على الساعة الثانية عشر والنصف حسب التوقيت المحلي لهولندا، طائرة تابعة لشركة توي، قادمة من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء وعلى متنها 300 مسافر يحملون الجنسية الهولندية، أغلبهم مغاربة، بمطار شخيبول بالعاصمة أمستردام.
هذه الرحلة، التي حظيت بتغطية واسعة من طرف وسائل الإعلام الهولندية، تندرج ضمن إطار ترحيل حاملي الجنسية الهولندية العالقين بالمغرب من بداية تفشي “كورونا”، والذين يقدر عددهم بحوالي 3000 شخص، منهم مغاربة مزدوجو الجنسية.
بعد الجدل السياسي بين المغرب وهولندا، لوحظ أن معظم القادمين ليلة البارحة هم هولنديون من أصل مغربي؛ وهو ما فسره البعض بأنه ثمار التصريحات التي أدلى بها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، حين قال بأن هولندا رحلت فقط مواطنين هولنديين وتخلت عن الهولنديين من أصل مغربي.
قبل نزول الطائرة بمطار “شخيبول”، تجمهرت حشود كبيرة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بهولندا عند بوابة المحطة الجوية لاستقبال ذويها وأقاربها العائدين من المغرب؛ منهم من استقبلهم بالابتسامات، ومنهم من استقبلهم بالدموع والعناق الحار، تعبيرا عن مدى اشتياقهم بعضهم للبعض، كما ظهرت علامات العياء واضحة على وجوه المسافرين، حيث كان جلهم من كبار السن أو المرضى.
وأكد عدد من المغاربة العائدين إلى هولندا أن كل شيء مر على أحسن ما يرام، كما أكدوا أنهم تلقوا معاملة حسنة واستقبالا حسنا من طرف السلطات المغربية بمطار الدار البيضاء قبل إعادتهم على متن رحلة جوية إلى الديار الهولندية.
أحد المواطنين المغاربة قال: “كل الأمور مرت في أحسن الأحوال إلا أننا تعبنا كثيرا، لأن بيننا من قدم عبر حافلات من مدينة مدن بعيدة عن البيضاء، مثل مكناس والحسيمة ووجدة ومدن أخرى، وهذا ما جعلنا نعاني الإرهاق”.
مواطن مغربي آخر حامل للجنسية الهولندية قال: “لقينا معاملة طيبة، والإجراءات بمطار محمد الخامس الدولي مرت بسلاسة فيما يخص الجمارك وشرطة المراقبة”، مضيفا: “لم تكن تنقصنا سوى الكراسي المتحركة؛ لأن أغلبنا من المرضى وكبار السن”.
بعض المواطنين عبروا عن استغرابهم لعدم إعادتهم إلى هولندا في وقت أبكر، حيث قال أحدهم: “كيف يعقل أن نظل شهرين منفصلين عن أولادنا وأحبابنا؟، هذا أمر غير معقول!”.
جدير بالذكر أن ستيف بلوك وزير الخارجية الهولندي أعلن، عبر حسابه في “تويتر” مساء أمس الأحد، عن انطلاق أول طائرة تقل الهولنديين والمغاربة مزدوجي الجنسية من المغرب إلى هولندا.
المسؤول الهولندي كتب أن الحكومة الهولندية ستواصل الجهود لإرجاع باقي الهولنديين المتبقين في المغرب، والذين يقدر عددهم بـ3000 عالق وعالقة؛ كما شكر ستيف بلوك المسؤولين المغاربة على تعاونهم مع نظرائهم الهولنديين لإنجاز هذه المهمة.