متابعة
على الشريط الساحلي المتوسطي، وعلى بعد أمتار قليلة من شاطئ ايت سعيد الواقع ترابيا بجماعة دار الكبداني التابعة لإقليم الدريوش، تقع “حامة الشعابي” التي تعد موقعا طبيعيا ساحرا. وبفضل وجودها بجانب البحر، منحها ذلك تميزا فريدا من نوعه، خلافا لما تعود عليه المغاربة في حامة مولاي يعقوب، سيدي حرازم وفزوان…
الحامة عبارة عن مسبح صغير يصل عمقه إلى 60 ستنمترا، تتدفق إليه المياه الدافئة من أعماق الجبل الذي يعلو فوق سطح البحر بحوالي 100 متر، وهي ذات صبيب كبير، دائمة الجريان، ومياهها صالحة للشرب إن تم ذلك قبل مرور ساعة على وضعها في قنينة، إذ تفقد عذوبتها بعد ذلك الوقت بسب ارتفاع نسبة ملوحتها بعد خروجها من مصدر الجريان.
ويعتقد أهل المنطقة أن مياه هذه الحامة يمكن أن تصلح لعلاج بعض الأمراض الجلدية، وأمراض المفاصل، وهو الاعتقاد الذي أكدته دراسة علمية ميدانة سنة 2001، قام بإنجازها قطاع السياحة الذي كان وقتذاك تحت إشراف وزارة الاقتصاد والمالية والخوصصة، التابع لمديرية التهيئة والاستثمار، كما تتميز الحامة بدفء مياهها الكبير في فصل الشتاء بالمقارنة مع فصل الصيف، حيث يلاحظ في تلك الفترة تصاعد فوار كثيف منها.
دأب على زيارة هذا الموقع الطبيعي سكان المنطقة، لكن بعد تشييد الطريق الساحلي بدأت الحامة تستقبل زوارا من المناطق المجاورة حيث أن شهرتها ستتسع شيئا فشيئا لدى باقي المدن الساحلية المجاورة، ويعتبر فصل الصيف الفترة التي تساهم في استقطاب زوار كثر، خاصة بعد عودة المهاجرين من الخارج قصد قضاء عطلتهم الصيفية، وقاصد هذا المكان لا يكون هدفه فقط الاستمتاع بالمياه الدافئة التي توفرها الحامة بل أيضا من أجل السباحة في الشاطئ المحاذي لها.
ويتم الولوج إلى الحامة في جميع أيام الأسبوع، لكن الزمن مقسم إلى نصفين، حيث تخصص الفترة الصباحية للنساء فيما يستغل الرجال الفترة المسائية ابتداء من الزوال، ويبقى يوم الجمعة حكرا على الرجال فقط، وقد وضع هذا النظام سكان الحامة المجاورين.