نفى رئيس سرية الدرك الملكي، المتابع في حالة اعتقال على خلفية قضية مرتبطة بتاجر المخدرات الدولي المعروف بـ”إسكوبار الصحراء”، كافة التهم المنسوبة إليه، وعلى رأسها ممارسة تصرفات تعسفية تمس الحرية الشخصية. وأكد خلال مثوله أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء أنه لم يقم بتقبيل رأس عبد الرحيم بعيوي، شقيق رئيس جهة الشرق، بهدف امتصاص غضبه أو استجداء موقفه.
وخلال استجوابه من طرف المستشار علي الطرشي، رئيس الهيئة، أوضح المتهم “حميد.أ” أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس دورية الدرك بمطار وجدة يفيد بتوقيف سيارة رفضت صاحبتها تقديم وثائق الهوية، مدعية أنها زوجة عبد النبي بعيوي. وأضاف أنه تواصل مباشرة مع عبد الرحيم بعيوي، رئيس جماعة عين الصفا، للتأكد من صحة هذه الادعاءات، حيث أجابه الأخير بعد التحقق قائلاً: “هذه السيدة ليست من عائلتنا”.
وأوضح المتهم أنه أعطى تعليماته لرئيس الدورية بالقيام بواجبه وفق القانون. كما أشار إلى أنه تواصل لاحقاً مع القائد الإقليمي للدرك الملكي بعد أن أبلغه رئيس الدورية أن السيدة تثير الفوضى في الشارع وترفض تقديم وثائق هويتها بعد تسجيل مخالفة لعدم وضعها حزام السلامة.
ونفى الدركي علمه بأسباب حضور عبد الرحيم بعيوي إلى مكان الحادث، مشيراً إلى أنه ظل بعيداً ولم يتمكن من سماع ما دار بينه وبين القائد الإقليمي. كما نفى تماماً المزاعم التي تشير إلى أنه قام بتقبيل رأس بعيوي، مؤكداً أن الأمر غير صحيح ولا أساس له.
كما عبّر المتهم عن انتقاده لطريقة تعامل الضابطة القضائية معه أثناء التحقيق، مشيراً إلى وجود عدم حياد في المعاملة، إضافة إلى وجود تناقضات في محاضر الضابطة مقارنة بما أدلى به أمام قاضي التحقيق. واعتبر أن التصريحات التي قدمتها طليقة بعيوي وخالتها تحمل الكثير من المغالطات، مؤكداً أن إحدى الفقرات الواردة في محضره جرى نسخها من محضر سابق بشكل غير مبرر.
القضية، التي أثارت جدلاً واسعاً، تسلط الضوء على تداخلات معقدة بين شخصيات بارزة واتهامات ترتبط بتجاوزات في أداء المهام الرسمية.